إلى أين تتجه القضية الأحوازية؟

منذ استهداف حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وتحييد أغلب قياداتها والقضاء عليهم وعلى تأثيرهم، فقدت القضية الأحوازية بوصلة نشاطها، وأصبحت كسفينة بلا ربان، تتلاطمها الرياح في بحر هائج.
وفي ظل غياب القيادات الوطنية الواعية، تنامت طبقة المنبطحين والخانعين كالفطريات في مستنقع العفن السياسي، فتصدرت المشهد الأحوازي، وتغولت في الساحة على حساب المناضلين والناشطين الأحوازيين، مستغلة حالة الصمت والوهن السياسي.
بدأت هذه الطبقة المنبطحة بنشر الذل والهوان بين الأحوازيين، وتفاخرت بانبطاحها وتبعيتها للفرس تحت مسميات متعددة، بل جعلت من الذل منهجا لها، وتباهت بخنوعها وخضوعها.
ولم تكتف بذلك، بل وصمت كل من يتحدث عن حق الشعب العربي الأحوازي في المقاومة والتحرر من الاحتلال الإيراني الغاشم، بأنه عميل ينفذ أجندة المخابرات الإيرانية!
ومن مفارقات التاريخ التي تعيشها الأحواز في حاضرها المؤلم، أن المناضل الوطني أصبح يتهم بالعمالة، بينما العميل والمتذبذب والانتهازي بات يقدم على أنه مناضل، ويؤخذ برأيه!
إن ما تعيشه الساحة الأحوازية اليوم يمكن وصفه بـ”الفوضى السياسية والفكرية”، والتي قد تفضي إلى الارتهان مجددا للفرس، كما حدث في محطات سابقة. وهذا الارتهان لا يؤدي إلا إلى ضياع الفرص، وخذلان أمهات الشهداء والأسرى، ودماء الشهداء الزكية.
من المفترض أن تحسن الطبقة السياسية الأحوازية توظيف التطورات الإقليمية والضغوط المتزايدة على نظام الاحتلال الإيراني، وأن تعمل على تعزيز تماسكها، وبناء الثقة بين أفرادها، والابتعاد عن عوامل التفرقة والتشتت. كما يجب عليها أن تنبذ المتذبذبين والمنبطحين وأصحاب الخطاب الانهزامي، وتُبعدهم عن المشهد والقضية الأحوازية.
إن حساسية هذه المرحلة تتطلب تكثيف النشاط داخل الأحواز، وزعزعة أمن مؤسسات الاحتلال، والدفع بعجلة التحدي والعصيان. وإلا، فسيتسلق الانتهازيون والمنبطحون على أكتاف المناضلين، وستركب المعارضة الفارسية موجة النضال الأحوازي، لتعيد إنتاج سياسات أسلافها.
إبراهيم مهدي الفاخر
٢٩ مارس ٢٠٢٥