تماثيل العار في الأحواز .. النظام الإيراني يكرّس الإهانة والتبعية لشعب تحت القمع !

في تصعيد جديد لسياسات الإهانة والتهميش الممنهج ضد الشعب الأحوازي، أقدمت بلدية مدينة الأحواز العاصمة، بالتعاون مع منظمة التراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة في شمال الأحواز، على نصب مجموعة من التماثيل المثيرة للجدل قرب الجسر الثامن “كابلي”، تحت ذريعة إبراز التنوع الثقافي والموروث التاريخي في المنطقة.
إلا أن هذه التماثيل، بدلاً من تمثيل الهوية الأحوازية بفخر، جاءت لتشوه صورتها وتروج لرواية استعمارية مهينة، حيث يظهر الرجل الأحوازي في وضعية التبعية كمزارع يقدم العشب لخيول المستوطنين الإيرانيين، بينما تجسد المرأة الأحوازية كخادمة تخضع لإملاءات الاحتلال .
هذا الانتهاك الصارخ لكرامة الأحوازيين يعكس استراتيجية إيرانية مستمرة لفرض ثقافة الخضوع والاستسلام، مستغلة جميع المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية والعسكرية لترسيخ رواية استعلائية تسعى إلى محو الهوية الأحوازية .
وفي هذا السياق، تدين المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان هذه الممارسات العنصرية، معتبرة أن ما يحدث هو انتهاك واضح للحقوق الثقافية المكفولة في المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تضمن للأقليات حق التمتع بثقافتها ولغتها دون تمييز أو طمس لهويتها .
كما تستند المنظمة إلى المادة 15 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تؤكد حق الشعوب في المشاركة والاستفادة من الحياة الثقافية دون أي تدخل قسري أو تشويه متعمد .
وتدعو المنظمة المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، إلى اتخاذ موقف حازم إزاء هذه الانتهاكات المتكررة، والعمل على حماية حقوق الشعب الأحوازي من سياسات الطمس والتمييز الممنهج التي ينتهجها النظام الإيراني، والتي تتعارض مع كافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان .
وتؤكد المنظمة على أن استمرار الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم لن يؤدي إلا إلى تصعيد سياسات القمع الثقافي، الأمر الذي يستوجب تدخلاً عاجلاً لحماية هوية الشعب الأحوازي ومنع النظام الإيراني من طمس تراثه العريق، وفرض روايات استعمارية تشوه تاريخه وتساهم في عزله عن جذوره الحقيقية .
المصدر : المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الانسان