تعذيب الناشط سيد مالك الموسوي انتهاك صارخ للقوانين الدولية لحقوق الإنسان
أثارت قضية تعذيب الناشط الأحوازي سيد مالك الموسوي في السجون الإيرانية، والمحكوم عليه بالإعدام، انتقادات شديدة من منظمات حقوق الإنسان، حيث وصف ما تعرض له من تعذيب جسدي ونفسي بأنه انتهاك واضح للعديد من القوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان .
تم اعتقال الناشط سيد مالك الموسوي في مايو 2021، إلى جانب صديقه عباس الخزرجي، في مدينة شاور التابعة لقضاء السوس. وجرى احتجازهما في زنازين تابعة للمخابرات الإيرانية حيث تعرضا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي. وكشف موسوي في شهادته أنه تعرض لضغوط شديدة وأُجبر على الاعتراف تحت التعذيب، إلا أنه تراجع عن هذه الاعترافات في المحكمة وأكد أنها انتُزعت منه بالقوة .
انتهاك للقوانين الدولية
يُعد ما تعرض له الناشط سيد مالك الموسوي انتهاكًا صريحًا لعدد من القوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر التعذيب والمعاملات القاسية واللاإنسانية. من أبرز هذه القوانين :
1- الإعلان العالمي لحقوق الانسان (1948) : تنص المادة 5 على أنه “لا يجوز تعريض أي شخص للتعذيب أو العقوبات أو المعاملات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ” .
2- اتفاقية مناهضة التعذيب (1948) : تحظر هذه الاتفاقية التعذيب بكافة أشكاله، وتُلزم الدول الأطراف بالتحقيق ومحاسبة أي حالات تعذيب، على الرغم من أن إيران لم تصدق عليها .
3- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966) : تنص المادة 7 على أنه “لا يجوز تعريض أي شخص للتعذيب أو العقوبات أو المعاملات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.” إيران هي إحدى الدول الموقعة على هذا العهد .
4- القانون الدولي العرفي : حظر التعذيب يعد مبدأً أساسيًا في القانون الدولي العرفي، الذي يُلزِم جميع الدول بغض النظر عن معاهداتها الدولية .
5- اتفاقية جنيف (1949) : تنص على أن الأسرى الحربيين والمدنيين يجب ألا يتعرضوا للتعذيب أو المعاملات اللاإنسانية في سياق الحروب والنزاعات المسلحة .
إن ما تعرض له الناشط الأحوازي سيد مالك الموسوي يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويعكس فشل السلطات الإيرانية في احترام المبادئ الدولية التي تحظر التعذيب وتؤكد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات .
وطالبت منظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيق عاجل في هذه القضية، محملةً الحكومة الإيرانية مسؤولية هذه الانتهاكات. ودعت إلى محاكمة المسؤولين عن تعذيب الناشط سيد مالك الموسوي وضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل .
وتظل قضية سيد مالك الموسوي بمثابة تذكير للمجتمع الدولي بضرورة التصدي لممارسات التعذيب وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. إن احترام المعاهدات والقوانين الدولية ليس خيارًا، بل ضرورة لخلق بيئة خالية من الانتهاكات .