تهريب أحجار قبور تاريخية من جزيرة جسم إلى وجهات مجهولة
أفاد بعض سكان جزيرة جسم، الواقعة جنوب الأحواز، عن وقوع حادثة تهريب 50 حجر قبر قديم من مقابر هذه المنطقة إلى متحف في قطر. وأشار السكان المحليون إلى أن الحجارة المهربة كانت جزءًا من مقبرة “سهل توريان” في الجزيرة، والتي تعود إلى القرنين السادس والسابع هجري.
وفي حديث مع وكالة “إيلنا” الايرانية، لم ينكر إبراهيم رستم غوراني، مدير دائرة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في منطقة “جسم الحرة”، وقوع عملية تهريب لهذه الآثار التاريخية. وقال “غوراني “إنه ليس لديه معلومات محددة حول تهريب الأحجار إلى متاحف قطر، مؤكدًا أن هناك نقصًا في البيانات حول عدد الأحجار التاريخية في جزيرة جسم على مر السنين.
وتتمتع جزيرة جسم بتاريخ طويل، وتحتوي على العديد من المقابر والمواقع الأثرية التي تعد شاهداً على الحقبات الإسلامية وحتى ما قبلها. من أبرز المقابر التاريخية في المنطقة مقبرة “كوشه” التي يعود تاريخها لأكثر من ألف سنة، وتضم قبورًا مزخرفة بحجارة أسطوانية منقوشة بآيات قرآنية وزخارف. كما يوجد مسجد “برخ” الذي تم تجديده في سنة 244 هـ.
وتوجد أيضًا مقبرة “الافرنجه” في جنوب خور كولغان، والتي تضم قبورًا لجنود إنجليز وبرتغاليين من فترة الاستعمار، ويعود تاريخها إلى 392 عامًا مضت. في مقبرة كولغان، يمكن رؤية بقايا الأبراج والمنازل والمعابد القديمة التي تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة، بينما تحتوي مقبرة “توريان” على قبور مزخرفة بنقوش كوفية وأشعار دينية تعود إلى أكثر من ألف سنة.
وأكد مدير التراث الثقافي في جزيرة جسم أن الميزة المميزة للقبور التاريخية في المنطقة تكمن في احتوائها على نقوش وآيات قرآنية بالإضافة إلى زخارف معمارية تميزها عن غيرها.
وفي الوقت ذاته، اتهم ناشطون أحوازيون عصابات تابعة للحرس الثوري الإيراني بتهريب المعالم التاريخية للأحوازيين إلى مناطق إيرانية أو إلى دول أخرى. وقال الناشطون إن الهدف من تهريب هذه المعالم هو إزالة الأدلة التي تثبت عروبة المنطقة وتاريخها العريق، إضافة إلى أن تلك المعالم سيتم نسبها لاحقًا إلى إيران أو دول أخرى تحتاج إلى إثبات وجود تاريخي خاص بها.